قام سمو الشيخ الدكتور محمد صباح السالم الصباح رئيس مجلس الوزراء اليوم بزيارة إلى جامعة الكويت في مدينة صباح السالم الجامعية.
رافق سموه خلال الزيارة معالي وزير التربية ووزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور عادل محمد العدواني ومدير جامعة الكويت بالإنابة الدكتور مشاري لافي الحربي.
واطلع سموه خلال زيارته التي شملت كليات العلوم الإدارية والعلوم الحياتية والعلوم والهندسة والبترول على عدد من مرافق المدينة الجامعية بما فيها القاعات الدراسية وورش العمل والخدمات والبرامج التي تقدمها الإدارة الجامعية للطلبة.
قال سمو الشيخ الدكتور محمد صباح السالم الصباح رئيس مجلس الوزراء اليوم الأربعاء ان التحدي الأول للحكومة بعد صدور مرسوم تشكيلها كان إعادة الثقة والطمأنينة لدى المواطنين بمؤسسات الدولة وقدرة الدولة بسواعد أبنائها وشعبها على إصلاح أي انحراف أو اعوجاج وتطبيق القانون على الجميع.
وأضاف سمو رئيس مجلس الوزراء في كلمة له خلال زيارته إلى جامعة الكويت في مدينة صباح السالم الجامعية “أكثر أمر ملاحظ في الفترة السابقة كان تساؤلات كثير من المواطنين عن وضع الفساد وشعورهم بأن ترتيب دولة الكويت في المؤشر العالمي لمدركات الفساد متدني ويرون بأن هناك كثير من عمليات التزوير في الشهادات والوثائق الرسمية” موضحا ان “هذا الأمر كان يخلق نوعا من القلق لدى المجتمع وخاصة فئة الشباب”.
وقال “وإذا أخذنا ملف الفساد فإن أول الإجراءات التي قامت بها الحكومة تجاه ملف الفساد تقديم بلاغ جديد في شأن أكثر قضية فساد يتم تداولها بالوقت الحالي وهي صندوق الجيش وهذا البلاغ عن كيفية استخدام المكاتب العسكرية حول العالم في الإعتداء على الأموال العامة”.
وأكد سموه ان “البلاغ قدم وإجراءاته ماضية الآن لدى محكمة الوزراء ولن نقف عند هذا الأمر حيث تم تكليف مجموعة من العناصر الوطنية من شباب الكويت برفع قضايا في مجموعة من الدول لاسترداد ما تم الاستيلاء عليه” مشددا على أن “المهم ليس فقط معاقبة من اعتدى على المال العام بل استرداد كل الأموال التي تم الاعتداء عليها”.
وقال “الرسالة التي نود توجيهها هي اننا جادون في مكافحة الفساد وأن لا كبير مهما كان منصبه في وجه العدالة والإنصاف الذي بنيت عليه قيم المجتمع الكويتي عبر الزمن وما رسخه دستور دولة الكويت الذي نفتخر جميعا به”.
وأوضح سموه “هذه الاجراءات التي تم اتخاذها ويجب أن نعطي كل ذي حق حقه رأينا بأن معدل دولة الكويت في مؤشر مدركات الفساد ارتفع 17 نقطة تقريبا وهذا التطور يسجل للهيئة العامة لمكافحة الفساد (نزاهة) ونحن نفتخر جميعا بارتقائنا في سلم ترتيب المؤشر الدولي لمكافحة الفساد”.
وأكد سموه أنه لا يوجد أبلغ من ان يأتي الشخص بنموذج حياتي وحقيقي عن دولة كانت غنية جدا بمورد ناضب وأن سوء استغلال هذا المورد الناضب أدى إلى انتقال هذه الدولة من أعلى دخل للفرد في العالم إلى أن تؤجر أرضها كسجون للاجئين حول العالم، مضيفا أن هذه ليست مقارنة مع دولة الكويت ولله الحمد ولكن يجب أن نأخذ العبر من المآسي التي تتعرض لها بعض الدول والمجتمعات.
وعلى صعيد آخر متصل بملف الفساد قال سمو رئيس مجلس الوزراء ان “مدير جامعة الكويت بالإنابة الدكتور مشاري الحربي يعكف الآن على مراجعة الشهادات الدراسة منذ عام 2000 حتى الآن والتأكد بأن هذه الشهادات التي تم تقديمها للسلطات الرسمية وبعضها تم الموافقة عليها حقيقية وليست شهادات مزورة”.
وأكد ان “هذا إجراء عملي وفعلي وجاد في تطبيق القانون ومكافحة الفساد الإداري وليس الفساد المالي فقط لأن الفساد الإداري له ضرر بشكل أكبر بكثير من الفساد المالي كونه ينخر كيان المجتمع ويخلق حالة من القلق الرهيب الذي يجعل أفراد المجتمع يشعرون بأنه علينا التركيز على اليوم وعدم الاكتراث للغد”.
وقال سموه ان هذه الإجراءات التي عكفت عليها الحكومة منذ اليوم الأول لبدء عملها، وقد كان الهم الأساسي عودة الثقة والطمأنينة بأن هذا البلد محكوم بقوانين ودستور ورجال دولة.
أكد سمو الشيخ الدكتور محمد صباح السالم الصباح رئيس مجلس الوزراء اليوم ان رؤية حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه تبنى على نقل الكويت إلى حال أفضل عبر بناء اقتصاد قوي موازي للاقتصاد النفطي بما يتجسد في رؤية البلاد التنموية (كويت 2035).
وأعرب سمو رئيس مجلس الوزراء في كلمة له خلال زيارته جامعة الكويت في مدينة صباح السالم الجامعية عن ثقته بقدرة أبناء الكويت على بناء اقتصاد جديد لا يعتمد على النفط إنما على الطاقات البشرية والقدرة على الإبداع.
وأشار سموه إلى وجود الرغبة الجادة في إعادة أمجاد الكويت سيما مع امتلاك البلاد لجميع المقومات بما فيها الموقع جغرافي المميز باعتبارها قريبة من مراكز الثقل الاقتصادي كالعراق وإيران ومنظومة دول مجلس التعاون الخليجي
ولفت سمو رئيس مجلس الوزراء إلى مشروع ربط السكك الحديدية بين دول مجلس التعاون الخليجي والتي تنطلق من الكويت وصولا إلى شرق آسيا والهند وهو ما يتعارف عليه باسم طريق الحرير.
وأوضح سمو رئيس مجلس الوزراء ان الكويت تسعى للاستغلال الأمثل لموقعها الجغرافي ابتداءً من شمال جون الكويت بحيث يكون هناك مركز لوجستي متميز يقدم خدمات ضرورية لدول الجوار وخدمات مالية ومصرفية مميزة إضافة إلى التعليم عن طريق استقطاب جامعات عالمية رائدة وخدمات الرعاية الصحية من خلال فتح أفرع لمستشفيات عالمية في الكويت”.
وذكر سموه ان هذه رؤية حضرة صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه التي كلف بها الحكومة لترجمتها على أرض الواقع مبينا ان الحكومة أتت ببرنامج العمل ليكون بمثابة الانطلاقة لسفينة الكويت للإبحار إلى آفاق أوسع.
وقال ان سمو أمير البلاد استهل هذه الانطلاقة بزياراته لدول مجلس التعاون الخليجي والتي كان خلالها الاقتصاد هو الموضوع الأساسي في حواره مع نظرائه قادة الدول الخليجية مبينا ان سموه رأى عدم وجود موانع من الدخول في علاقات ثنائية ضمن إطار المشاركة بمجلس التعاون الخليجي.
وأضاف سمو رئيس مجلس الوزراء في السياق ذاته اننا ندرس حاليا مشروع قطار سكك الحديد السريع لنقل الركاب والبضائع بين الرياض والكويت وهذا يربط ما بين الاقتصادين بدرجة عالية من الكفاءة وبتكلفة اقتصادية معقولة وبما يراعي سلامة البيئة.
وبين سموه ان زيارة حضرة صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه إلى عمان شهدت افتتاح واحدة من أكبر مصافي التكرير وهي مصفاة الدقم وهو مشروع كويتي – عماني يطل على خليج عمان وبحر العرب ويتضمن توسعة كبيرة مستقبلاً مشيرا إلى أنه من المشاريع الرائدة على المستوى العالمي ويربط صادرات الكويت النفطية مع العالم من خلال عملية تكرير متطورة للبتروكيماويات.
وأضاف سمو رئيس مجلس الوزراء ان سمو أمير البلاد أجرى حوارات التعاون الثنائي أيضا مع الأشقاء في دول البحرين وقطر والإمارات العربية المتحدة لتعزيز هذه الشبكة من الروابط السياسية والأمنية والاقتصادية والانطلاق إلى الأفق الأرحب في هذه العلاقات.