ألقى سمو الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء اليوم كلمة دولة الكويت أمام القمة العالمية للحكومات التي تستضيفها إمارة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة.
وقال سموه في كلمته ان القمة العالمية للحكومات تجتمع في ظل تحديات عديدة وظروف دقيقة واستثنائية تواجه المنطقة والعالم تقودها مسألة عالمية جديدة وضعت حكومات العالم أمام خيارات صعبة إزاء كيفية التعامل مع تداعياتها وتلبية متطلباتها على نحو يجعل من مبدأ التفكير في مستقبل نماذج الحكومات من الضرورات الحتمية في وقتنا المعاصر وفي مقدمتها نموذج الحكومات المعرفية الأكثر قدرة على حل المشكلات ومواجهة التحديات وإدارة الأزمات وتعزيز الريادة التنافسية والتنوع الاقتصادي.
وأشار سمو رئيس مجلس الوزراء إلى أن دولة الكويت اتخذت خطوات واثقة نحو تنفيذ خططها وبرامجها الحكومية لتحقيق رؤية دولة الكويت 2035 في تحويلها إلى مركز مالي وتجاري إقليمي وعالمي جاذب للاستثمار.
وأضاف سموه ان دولة الكويت قامت بإجراءات جادة نحو تسريع التحول التكنولوجي والرقمي والتقني وتطوير بيئة العمل والهياكل الاقتصادية والاجتماعية والبيئية بما يتواكب مع طموحاتها التنموية ويتفق مع مبادئ وأهداف التنمية المستدامة 2030.
وفيما يلي نص كلمة سمو رئيس مجلس الوزراء:
سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم
نائب رئيس دولة الامارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء وحاكم دبي
أصحاب السمو والمعالي والسعادة
السيدات والسادة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نجتمع اليوم في أبرز حدث عالمي يناقش سبل التعاون بين الحكومات لدعم جهود التنمية العالمية ويستشرف مستقبل الإنسان في ظل عالم يموج بالتغيرات المضطردة.
إن هذا التجمع العالمي والذي جاء تحت شعار – استشراف مستقبل الحكومات – يعكس الرؤية الحكيمة والنظرة الثاقبة للقيادةِ الرشيدة في دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة التي تمكنت رغم التحديات من تقديم نسخة استثنائية حظيت بإعجاب واهتمام العالم أجمع وفي هذه المناسبة لا يفوتني إلا أن أجدد الثناء لكافة الجهود الوطنية المبذولة التي ساهمت بالإعداد والترتيب والتجهيز المميز لهذا التجمع العالمي مثمنين دعوة سموكم الكريمة بأن أكون متواجدا معكم اليوم ضمن أعمال القمة التاسعة آملين أن تحظى أعمال قمتنا هذه بالنجاح والتوفيق لما تمثله من منارة عالمية ومنصة معرفية دولية تهدف إلى مواجهة التحديات المتسارعة التي تواجه حكوماتنا اليوم لاسيما في ظل الأوضاع الاستثنائية غير المسبوقة التي يواجهها العالم والتي تتطلب عملا جماعيا لمواجهتها والتصدي لها.
ولا يفوتني باسم حكومة وشعب الكويت أن أتقدم لشعب الجمهورية العربية السورية وحكومة وشعب الجمهورية التركية بأسمى آيات التعازي لضحايا الزلزال الذي وقع بهما سائلا الله عز وجل أن يتغمد الضحايا بواسع رحمته ويلهم ذويهم الصبر والسلوان ويمن على الجرحى بالصحة والعافية كما نؤكد دعم كافة جهود الإغاثة حتى تستقر الأوضاع بهما بإذن الله.
إننا نجتمع اليوم في ظل تحديات عديدة وظروف دقيقة واستثنائية تواجه المنطقة والعالم تقودها مسألة عالمية جديدة وضعت حكومات العالم أمام خيارات صعبة إزاء كيفية التعامل مع تداعياتها وتلبية متطلباتها على نحو يجعل من مبدأ التفكير في مستقبل نماذج الحكومات من الضرورات الحتمية في وقتنا المعاصر وفي مقدمتها نموذج الحكومات المعرفية الأكثر قدرة على حل المشكلات ومواجهة التحديات وإدارة الأزمات وتعزيز الريادة التنافسية والتنوع الاقتصادي.
أصحاب السمو والمعالي والسعادة
لقد زاد الاهتمام بموضوع نموذج الحكومات المستقبلية بعد اتساع دائرة المسألة العالمية الجديدة التي تتسم بالتناقضات ما بين أزمات وصراعات وثورة معرفية ومعلوماتية ورقمية متسارعة تقود نماذج أعمال مبتكرة غير محدودة وعقودا وتعاملات ذكية مبنية على تقنيات متطورة تتيح تطبيقات وحلولا مستقبلية بآفاق تتسع للعديد من المجالات كالاقتصادية والاستثمارية والطاقة ومدن المستقبل والسياحة والأسواق المعرفية والخدمات التعليمية والصحية والتعاملات المالية والإدارية والتطبيقات السيبرانية التي تنطلق من بيئة أعمال مشفرة لا مركزية علاوة على تعاقب الأزمات الاقتصادية والمالية وما ترتب عليها من مخاطر ذات تداعيات وآثار عمقت من جسامة التغير المناخي وصعوبة مكافحة الفقر وندرة المياه واستنزاف الموارد وغيرها من الأزمات التي خلفت عالما يتسم بالغموض والمخاطر والتفاعل اللحظي والتغير السريع في مشهد شكل فضاء دوليا جديدا غير مسبوق ونقطة تحول جوهرية في مفهوم العمل الحكومي ضمن دائرة التنافس والتكامل والتفاعل الدولي والإقليمي.
أصحاب السمو والمعالي والسعادة
لقد خطت دولة الكويت خطوات واثقة نحو تنفيذ خططها وبرامجها الحكومية لتحقيق رؤية دولة الكويت 2035 في تحويلها إلى مركز مالي وتجاري إقليمي وعالمي جاذب للاستثمار واتخذت إجراءات جادة نحو تسريع التحول التكنولوجي والرقمي والتقني وتطوير بيئة العمل والهياكل الاقتصادية والاجتماعية والبيئية بما يتواكب مع طموحاتها التنموية ويتفق مع مبادئ وأهداف التنمية المستدامة 2030.
وعلى الصعيد الدولي فقد حققت دولة الكويت إنجازا علميا جديدا تمثل في إطلاق أول قمر صناعي لها من ولاية فلوريدا الأمريكية ويأتي هذا المشروع نتيجة تعاون علمي بين جامعة الكويت وتمويل من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي تحت شعار (الكويت إلى الفضاء) وذلك بعد عمل دؤوب استمر لمدة ثلاث سنوات بفريق كويتي شاب وهو أيضا نتاج تعاون إقليمي مع مركز الشيخ محمد بن راشد للفضاء وتعاون عالمي مع جامعة بولدر في ولاية كولورادو.
وفي الختام لا يسعني إلا أن أجدد الشكر والتقدير على هذه الدعوة وعلى الجهود المبذولة لإنجاح هذا التجمع العالمي للحكومات.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.